اوزنجول متعة الناظر
تقف هناك عند شباك التذاكر ، لا تنطفئ رغبتك بالوصول إلى حبيبتك ، ولن ترأف بك الأشواق حتى تصل ديارها ، هي هناك تنتظرك عند شاطئ البحر ، صبية إغريقية من حوريات البحر الأسود ، وما زالت كعادتها ، تلمع بمياهه الصافية تاجها البيزنطي وأقراطها الفينيقية ، فيما ارتدت لمجيئك ثوبها العثماني الفريد ، وأنت ترتشف ذكريات لقائك القادم بها ، سيوقظك أحد ما حتما ، ويقول لك : سيدي هي ذي تذكرتك ، اوزنجول بانتظارك .
موقع أوزنجول :
أزونجول ” وبالتركية ” Uzungöl قرية تركية واقعة على ساحل البحر الأسود ، أبدع الخالق في صنعها فأصبحت إحدى جنانه على الأرض ، وخيارا أساسيا للسياح والمسافرين إلى تركيا .
تقع اوزنجول في الجنوب الشرقي من مدينة طرابزون وعلى مسافة 99 كم منها ، كما أنها تبعد مسافة 19 كم عن منطقة تشابكارا ، تتميز قرية اوزنجول بغناها بالحياة البرية والنباتات الطبيعية التي تشكل حديقة كبيرة بمساحة تصل إلى 1625 هيكتارا ، كما تتميز بشلالاتها الصغيرة المتدفقة من أعالي المنحدرات المحيطة بها ، ويكتمل جمال المشهد بوجود الينابيع التي تشكلها مياه الأمطار وذوبان الثلوج في الجبال ، هذا الجمال الطبيعي الفريد التي حبا الله به منطقة أوزنجول جعلها إحدى أهم الوجهات السياحية وزيارتها مطلب أساسي للمسافرين إلى تركيا ، حيث يتمتعون فيها بإجازاتهم بالهدوء والاستجمام في رحاب الطبيعة ، ناهيك عن تميز القرية بجوها المعتدل وهوائها النظيف ، وقد زودت منطقة أوزنجول وما حولها بكل المرافق التي تلبي حاجات السائح من المطاعم والفنادق والمنتزهات وغيرها .
طريق الوصول إلى أوزنجول :
هناك عدة سبل تمكن السائح من الوصول إلى مدينة أوزنجول ، ولكن أسهلها هو ركوب الطائرة والهبوط في مطار طرابزون ، فهو أقرب مطار للمدينة ، وبعدها يمكن الوصول من طرابزون إلى أوزنجول بسيارة خاصة أو استقلال حافلة بتكلفة 5 دولارات ، حيث أن المسافة بين أوزنجول وطرابزون – كما قلنا – هي 99 كيلومترا ، وتستغرق زمنا قرابة الساعة والنصف ، ولا ينصح بالقدوم إلى المنطقة عبر مطار اسطنبول ، حيث تبعد اوزنجول عن اسطنبول مسافة تقارب 1160 كم أي ما يعادل 14 ساعة من الزمن باستخدام وسائل النقل البرية .
أوزنجول والاماكن السياحية فيها :
اكتسبت السياحة في أوزنجول أهميتها وشهرتها بفضل مناخها المعتدل ووجود العديد من المواقع الطبيعية الساحرة فيها ، ولهذا أصبحت أوزنجول قبلة السياح إلى المنطقة وخاصة العرب منهم ، مما دعا البعض إلى تسميتها أوزنجول معشوقة العرب ، وهذه أبرز محطات رحلة أوزنجول :
مرتفعات السلطان مراد :
تعتبر مرتفعات السلطان مراد إحدى أجمل مرتفعات اوزنجول ، وهي تقع بجوار بحيرة أوزنجول وعلى مسافة 35 كيلومتراً منها ، تغطي الثلوج هذه المرتفعات شتاء ، وتشكل مع الضباب الذي يكسوها منظرها ساحرا ، من جميل صنع الله في أرضه ، لذا كانت هذه المرتفعات مقصدا ملحا للسياح يمارسون فيها مختلف النشاطات الترفيهية كالتزلج والتخييم ، أما صيفا فيقصدها السياح لجمال الطبيعة والاستمتاع بصيد الغزلان فيها .
مرتفعات كارستر :
ترتفع 2600 مترا عن سطح البحر، ويقصدها السياح للتمتع بهوائها العليل ومنظر بحيرة أوزنجول الساحر من هذا العلو الشاهق .
مرتفعات ديمير كابي وبحيرة السمك :
تقع مرتفعات ديمير كابي – والتي كانت تعرف فيما قبل بهضبة هالديزين – على بعد 16 كم من منطقة أوزنجول ، وتتميز هذه المرتفعات إضافة إلى جمال طبيعتها ونقاء هوائها ، تتميز بمنازلها الخشبية والتي يقصدها السياح صيفا للتخييم فيها ، أما بحيرة السمك فهي تبعد مسافة 25 كم عن أوزنجول في مكان مرتفع منها ، ويكثر فيها صيد الأسماك .
بحيرة فوهة البركان :
هي ثلاث بحيرات مغطاة بالضباب الكثيف وتتواجدن في جبل كيليموتو البركاني ، ميزة هذه البحيرات هي تغير ألوانها بشكل غير اعتيادي من الأحمر إلى البني ومن الفيروزي إلى الأخضر ، هذا الأمر دعا أهالي القرية إلى نسج الأساطير حول تغير ألوان بحيرتهم ، ومنها قولهم بأن أرواح الموتى تزور البحيرة وتبدأ بالدوران حولها إلى أن تستقر فيها .
طقس اوزنجول :
تمتاز المدينة بمناخها اللطيف معظم أوقات السنة ، فصيفا تعتدل درجات الحرارة في أوزنجول وتكون الطبيعة في أوج زينتها حيث المسطحات الخضراء والغابات الكثيفة ، وتتألق البحيرة بمياهها الزرقاء الصافية ، مما يغري السياح لممارسة مختلف النشاطات الترفيهية كالتنزه والتخييم وإقامة حفلات الشواء ، ومن المحتمل تساقط الأمطار الموسمية في هذا الفصل ، ومن يرغب بزيارة أوزنجول صيفا فأفضل الأوقات هي أشهر يونيو ويوليو .
أما أوزنجول في الشتاء ، فتكتسي هضبة أوزنجول و مرتفعاتها وبحيراتها بثوبها الأبيض الذي سببه التساقط المستمر للثلوج ، مما يمنح المنطقة منظرا جذابا للغاية ، ولا تقل أوزنجول في هذا الفصل جمالا وسحرا عنها في الصيف ، فمنظر الثلوج البديع على الهضاب خاصة في شهر يناير يجعلها غاية في الروعة ومقصدا للسياح لممارسة شتى أنواع الألعاب الشتوية ولا سيما التزلج .
لقد كانت أوزنجول واحدة من أجمل المواقع السياحية في الشرق الأوسط وحتى العالم ، حيث الطبيعة الخلابة التي اجتمع فيها البحر مع المرتفعات الجبلية والهضاب والأنهار والبحيرات كلها في مشهد واحد متناغم أعطى للناظر فرصة لمشاهدة إبداع الخالق في تشكيل أرضه ، ولهذا كانت أوزنجول بحق متعة الناظر ورحلة المشتاق .